التسويق المجتمعي هو إعلان الخدمة المجتمعية، و يبلغ عمر هذا النوع من الإعلان ما يناهز الستين عاما . وتعامل مع هذا النوع من الإعلان معظم شعوب العالم، التسويق المجتمعي هو البداية الصائبة للأعلام في الأمم المتحضرة. يتمتع هذا التسويق بمزايا عديدة اهمها تحسين صورة المؤسسة التجارية الراعية لهذا الإعلان في أذهان الجمهور المستهدف اي يمكن ان يزيل التسويق المجتمعي المسافة بين العلامات التجارية وعملائها ، مما يضمن وجود قاعدة عملاء أكثر ولاءً وسمعة شاملة أفضل.
مثال حي على التسويق المجتمعي- في صيف سنة 2018 قامت دومينوز بيتزا بحركة ذكية حيث استيقظ سكان ميلفورد، بولاية ديلاوير الأمريكية على مشهد غريب في شوارعها قامت العلامة التجارية دومينوز بيتزابسد الحفر الاسفلتية في شوارع هذه المدينة ووضعت على كل حفرة أصلحتها شعار “أوه! أجل قمنا بذلك“
من الجدير بالذكر أن 37% من الطرق الرئيسية في أمريكا في حالة سيئة أو متوسطة. إن القيادة على هذه الطرق التالفة يكلف السائقين الأميركيين 107 مليارات دولار كل عام ، أي حوالي 482 دولارًا لكل سائق. فقامت دومينوز بمبادرة جميلة في هذه الحملة حيث أنها صرحت بتقديم منح بقيمة 5000 دولار إلى 20 موقعًا عبر الولايات المتحدة للمساعدة في ملء الحفر وإصلاح الطرق المتشققة في مدن وولايات أخرى داعية بأن البيتزاسوف تصل اسرع وبصورة سليمة وغير معرضة للتلف اثناء نقلها للعملاء. وبذلك خفف تأثير دومينوز هذه المشكلة عبر المدن الأربع التي عملوا فيها ، تم إصلاح بضع مئات من الحفر ، لكن غالبية تلك المدن كانت في أثينا ، جورجيا. في بوربانك ، كاليفورنيا ، بتمويل خمسة عمال للعمل لمدة ثماني ساعات.
ايضا اضافت خريطة على موقع الحملة و طلبت من العملاء بأن يدخلوا لموقعهم لغرض ترشيح ولايات ومناطق ثانية تعاني من الحفريات بشوارعهم ويمكنهم بالضغط على الخريطة ان يتبين معهم صور الشوارع التي قامت الحملة بأصلاحها او موعد التصليح للشوارع التي لم يتم إصلاحها بعد.
نفذت دومينوز هكذا حملة كبرى لإثبات الضمير الاجتماعي للشركة، في مقابل هذا الاستثمار المتواضع ،حصلت الشركة على تغطية إعلامية وطنية واسعة على الصحف وجميع مواقع التواصل الإجتماعي. حتى الصفحات المشهورة نشرت بكثرة عن هذا الحدث ومن المدهش ان الحملة في اسبوعها الأول حصلت على 35000 إشارة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد 4 شهور تجاوز العدد 54000 إشارة على جميع مواقع التواصل والمنصات. هذا الشيء يعني ان الحملة شغلت الالرأي العام و الجميع يتكلم عنها.
ولم يقف ابداعهم هنا .. شركة دومينوز ضافت على موقعهم قسم خاص بالحملة يتضمن فيديو وثائقي مصور من داخل علبة البيتزا أثناء النقل يوضح للمستهلكين مالذي يحصل للبيتزا عندما تمر بحفريات أثناء التوصيل وعلى الفيديو عداد لقوة الحفريات ويمكنك ان تشاهد خلاله حركة مكونات البيتزا من خضروات وغيره وتلفانها . وبسبب هذه الحملة سجلت دومينوز بيتزا ارتفاعا في المبيعات بنسبة 5.8%
موقع الحمله : https://www.pavingforpizza.com/
إذا كنت تريد أن تتعلم من دومينوز بيتزا وتبدأ بتطبيق استراتيجية التسويق المجتمعي فإن المجال مفتوح على مصراعيه لتقديم الخدمات للمجتمع المحلي حولك، مع كسب تسويق مجاني لعلامتك التجارية عبر تغطية جميع وسائل الاعلام لحملتك بالذات في عصر السوشال ميديا أتوقع نجاحه سيكون مذهل إذا كانت الفكرة جميلة وتخدم المجتمع بشكل حقيقي ليس فقط اعلامي.
طبعا أنت تقول الآن أن هذا الأمر يخص فقط الشركات الكبيرة لأن لديها القدرة والميزانية بأن تقوم بهذا الأمر والحقيقة أن التسويق المجتمعي ليس دائماً يحتاج الى ميزانيات كبيرة والدليل أن دومينوز خصصت فقط 5000 دولار مع أنها تستطيع تخصيص أكثر من ذلك لكن الفكرة كانت مختلفة و مؤثرة جداً لذا حظت بسمعة كبيرة واستحسان من الناس.
ما أريد أن أنصحك به هو أن تفكر بمبادرة إجتماعية حقيقية ليست مبادرة مجتمعية إعلامية، لا تفكركيف تستغلها إعلامياً قبل أن تعرف هل هذه المبادرة تصلح لأمر معين أو تُصلح مجتمعنا وتحل مشكلة معينة، هل سوف تلفت انتباه وزارة معينة الى أمر معين.
لذلك في التسويق المجتمعي لا يهم الميزانية بقدر ما يهم الفكرة، والأهم من ذلك هل هي فعلاً مشكلة حقيقية تستطيع أن تحلها ولو جزئياً في هذه المبادرة. المبادرات لم توجد لأصلاح المشكلة بشكل تام ولكن للفت إنتباه المجتمع أو جهة معينه بأن هنالك خلل ويجب أن نُصلحه ويجب أن يقوم المجتمع كاملاً بأصلاحه لذا نحن بادرنا بهذا الامر. دومينوز بيتزا لم تحاول أن تُصلح جميع طرقات الولايات المتحدة الامريكية بل فقط لفتت انتباه المجتمع لأمر مهم جداً أيضاً استغلته تسويقياً. فأن تقوم بالمبادرة بدون تغطية فهذا ايضاً هدر للجهد، من الجميل أن يكون هنالك تغطية تسويقية لكي تحظى بالنتائج المرجوة.