أطلقت شركة دوف الغنية عن التعريف بمنتجاتها التي تهتم بجمال المرأة حملة إعلانية ضخمة سُجلت كحدى الحملات الإعلانية التي كان لها أثير كبير في تاريخ التسويق.

من المتعارف عليه في أي إعلان تلفزيوني لأي منتج مخصص للمرأة هنالك عارضة فائقة الجمال ومثالية الملامح تضهر لتعرض المنتج ولكن دوف قررت الإستغناء عن المثالية في حملتها الأعلانية وتسجيل فيديو عام 2006 لعارضة بملامحها الحقيقة وبشرتها التالفة قبل المكياج وخلال مرحلة المكياج واخفاء العيوب وأيضاً تصوير مرحلة التعديل على الصور في برنامج الفوتوشوب لأضهار نسخة جميلة جداً ومثالية لاتشبه العارضة ! وأطلقت على الفيديو تسمية (التطور)


أختتم الفيديو ليس غريباً أن مفهومنا عن الجمال مشوه ! ولم يكن هذا الفيديو هو الحملة الإ علانية بل كان مجرد ترويج للحملة الإعلانية القادمة, إنبهر العالم بالفيديو انذاك وحصد على الكثير من الاراء الإيجابية من باب أن الشركة تعاملت بمصادقة برغم أنها شركة منتجات تجميل ولكنها أعترفت بأن لا يوجد منتج يمكن أن يجمل الانسان بطريقة مثالية.

Image

لم تكن تلك الحملة بالصدفة ! ولم تكن مجرد حملة عادية  من فريق الأعلانات للشركة بل كانت حملة مدروسة بدقة أستعانت الشركة فيها الى خبراء نفسيين وإحصائيات مجتمعية مدروسة لحالات اهتزاز الثقة لدى المرأة في المجتمع.

من الجدير بالذكر أن دراسات هذه الحملة شملت 10 دول  حول العالم من ضمنها المملكة العربية السعودية وكان السؤال الأساسي  في هذه الدراسات (هل ترين نفسك جميلة ؟ ) كانت المفاجأة بأن 98% من النساء أجبن بالنفي !! أنهن لسن جميلات مقارنة بما  يظنوه جمالاً حقيقياً في الأعلانات

كما أضهرت هذه الدراسات أن 88% من النساء في السعودية بين عمر 18-60 و92% من الفتيات دون عمر 18 سنة يرغبن بإجراء تغيير واحد على الأقل في مظهرهن بصورة عامة بلأخص فيما يتعلق بالوزن والجسم. كما بينت الدراسات أن 70% من النساء يعانين من شعور السوء حيال أنفسهن وهذا يؤثر سلبياً على ثقتهن بأنفسهن.

وطبعاً هنالك دراسات مشابهة وبنسب متفاوتة في جميع أنحاء العالم لذلك قررت دوف إطلاق هذه الحملة الترويجية التي يرتكز جوهرها على فهم الجمال الحقيقي ففضحت سر الجمال المثالي للعارضات في الأعلانات.

Image

ومن هنا قررت دوف أن تبدأ برفع صور لافتات إعلانية في الطرق العامة ولكن هذه المرة ليست لافتات لعارضات جميلات بل  لفتيات متطوعات لا يعملن في مجال التلفزيون ذو ملامح بسيطة عادية  وبأجساد مختلفة واوزان متنوعة.

بعد النجاح الباهر والتعليقات الأيجابية التي حصدتها الحملة قررت دوف الأستمرار. في 2007 أطلقت فيديو يعد من أجمل الفيديوهات الإعلانية لدوف. كان الفيديو يعتمد على مقابلات لنساء حقيقيات ليسوا عارضات مع رسام يطلب منهم أن يصفوا ملامحهم  ويرسمها دون أن يراهم ثم يقوم شخص ثالث بوصفهم للرسام ويرسمهم أيضاً  وكانت الصدمة بأن الرسمة التي تشبه الشخص الحقيقي هي التي وصفها الشخص الثالث وليس الشخص نفسه !

تمت ترجمة الفيديو الى 25 لغة مختلفة ! وحصد الفيديو الأساسي على 1.7 مليون مشاهدة بعد شهر من طرحه مما جعله الفيديو الأكثر مشاهدة على اليوتيوب  في 2006  كما تمت إعادة النشر الفيديو 3.7 مليون مرة !! أما الان  بعد سنين عديدة من هذه الحملة فأن الفيدو تجاوز حاجز ال 100 مليون مشاهدة وما زال يتداول في بعض منصات التواصل الأجتماعي.

بهذه الحملة ضربت شركة دوف عصفورين بحجر واحد, وصل أسمها إلى العالمية وبنفس الوقت إرتفعت مبيعاتها بنسبة 5.8 في المئة مقارنةَ بالسنوات السابقة.

التسويق  الأجتماعي يعد من أجمل أنواع التسويق  لأنه دائماً يدعم قضية إجتماعية معينة وليس الترويج عن منتج معين ومع  ذلك ترتفع مبيعات الشركة وتزداد شهرةً.

ليس من الضروري أن يكون الهدف عائد على المبيعات فقط, بين فترة وأخرى يجب أن تقوم بحملات أعلانية تشعر بها جمهورك المستهدف بأن الشركة تهتم بهم وتستشعر معاناتهم  بل وتدعمهم أيضاَ.

من أذكى طرق التسويق هي معرفتك لمناطق ألم جمهورك المستهدف … عرفت دوف بأن النساء هن الجمهور المستهدف الأول للشركة لذلك درست نقاط الألم بأكتشافها معاناتهن من إهتزاز ثقتهن بأنفسهن  بسبب الملامح المثالية في التلفزيون وبذلك إقتربت منهن وناقشت قضيتهن  بل حولتها إلى قضية عالمية لرفع الوعي فيما يخص الجمال وبالتالي فازت بحبهم وتقديرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *