لو جلست بليلة هادئة وحبيت تتفرج فلم رومانسي وقصة حب جميلة حتشوف نهايتها البطل يجلس على ركبتيه ويقدم لحبيبته خاتم الماس لخطبتها !  لماذا خاتم الماس ؟ ليس أي معدن او حجر آخر ! دعونا نرى اصل القصة وكيف بدأت ……   

في عام ١٩٣٨ حدثت أزمة إقتصادية في الولايات الامريكية وبالتالي انحدرت مبيعات الالماس بشدة فضيعة،  في هذاك الوقت كانت شركة دي بيرز DE BEERS  المسيطرة على تجارة الألماس وتضررت بشكل كبير بسبب إنحدار المبيعات مما دفعها إلى البحث على وكالة إعلانية مشهورة لتصنع لهم الحل. 

أول خطوة قامت بها الوكالة هي دراسة سلوك المستهلك ومعرفة ما يدور برأسه حول الألماس فوجدت بإن العميل يرى أن الألماس غالي جداً ويفضل أن يشتري شيءً اقل سعراً ومن هنا راج معتقد بإن الألماس هو الحجر الخاص بلأثرياء وان عامة الشعب لا يستطيعون شراءه بل يفضلون شراء مستلزمات الحياة بدلاً منه كالسيارات مثلاً  

ومع الازمة الأقتصادية بات إقناع الناس بشراء الألماس امر شبه مستحيل لذلك قررت وكالة الإعلان المسؤلة عن ربط العاطفة بالالماس لتحفيز شراءه . 

ولإن المعتقدات تزرع بداخل الانسان بطرق غير مباشرة في بعض الأحيان لذلك قررت الوكالة بالعزف على هذا الوتر عن طريق ربط الألماس بالزواج وزرع معتقد ان الفرد مجبر على شراء خاتم الماس لخطبة الفتاة التي يحب  

 مبدأ خاتم الخطوبة أو الزواج كان موجودا على نطاق ضيق منذ العصور الوسطى وقبل الحرب العالمية الثانية، فخلال تلك الفترة كانت 10% فقط من خواتم الخطوبة أو الزواج مكونة من الألماس. 

ومن مبدأ العلاقة الزوجية تم استخراج الشعار ( الماس إلى الأبد ) أي ان العلاقة التي تبدأ بخاتم الماس سوف تستمر طول العمر  

اخذت الإعلانات التقليدية في المجلات والراديو بترسيخ هذه الفكرة اكثر في اذهان الشعب بل وايضا قامت الشركة بإرسال هدايا خواتم الماس للممثلين في هوليوود تدعيهم بإرتدائها خلال تصوير المقاطع الرومانسية لتعزيز فكرة ارتباط الالماس بالزواج 

وفي عام 1950، كانت قد ارتفعت معدلات بيع الألماس في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 55%. وبعدما كانت واحدة من كل 10 عرائس تمتلك خاتما من الألماس، بحلول عام 1951 أصبحت 80% من العرائس تمتلك خواتم من الألماس. 

بالرغم من بساطة الكلمات المستخدمة في الشعار ولكنها كانت تلامس قلوب العملاء مما جعله  الشعار الرسمي  لشركة الالماس. لشهيرة دي بيرز منذ عام ١٩٤٧ إلى يومنا هذا وايضاً بسبب هذه الحملة الإعلانية بات معتقد الزواج مرتبط بالالماس شائع إلى يومنا هذا !!  

الدرس الذي يجب ان نتعلمه من هذه الحملة الإعلانية بإن التسويق مرتبط بميثاق وطيد مع علم النفس وإن د راسة سلوك المستهلك ومعرفة ما يعاني منه الجمهور المستهدف هو نقطة الانطلاق الصحيحة لكل حملة اعلانية 

كذلك يجب ان يفهم المسوقون إن القصص المبتكرة بعيدا عن الاطار النمطي ستخلق جمهور واسع جداً وإن كان المنتج ليس  عليه طلب في  الوقت الحالي هذا  لا يعني بإنك لا تستطيع ان تخلق حاجة وتربطها في ذهن العميل وتقنعه بها  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *