دائماً ما نستلهم التحفيز من قصص النجاح ونحاول التعلم منها وتقليد أبطالها لنصل لنفس ما وصلوا إليه، ونغفل أحياناً أن قصص الفشل هي محاولات للنجاح أيضاً بها الكثير من المحفزات والمخاطر والتحديات ولكن لم يحالفها التوفيق في النهاية 

واليوم نستلهم بعض الأفكار من فترة نجاح شركة نمت من الصفر إلى أن وصلت ل 100 ألف مستخدم خلال أقل من سنه ، ونتعلم من مزيج أخطائها الذي أدي بها إلى الإغلاق بعد النجاح، 


منذ عام 1997 حينما تم انطلاق أول منصة تواصل اجتماعي " Six Degrees " ، شهدنا على تطور وسائل التواصل الاجتماعي ولم تعد مجرد منصات للتواصل بين الأفراد بل أصبحت أداة تسويقية قوية، وبيئة مثالية لإنشاء مجتمعات رقمية مترابطة. 

و فُتح الباب أمام العديد من الشركات للاستثمار في بناء منصات جديدة تقدم ميزات فريدة. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال ليس مضمونًا، حيث إن 90% من هذه المشاريع تفشل بسبب التحديات التقنية، وقلة التفاعل، أو عدم تقديم قيمة مضافة للمستخدمين.

من ضمن هذه الشركات Zapstream ، وهي موضوعنا اليوم . 


من هي  Zapstream 

هي منصة بث مباشر ، تم إنشائها عام 2015 في لوس انجلوس على يد Devan Sood.

وهو تطبيق بث مباشر يتيح للمستخدمين إضافة نصوص ورسومات وتأثيرات أخرى إلى مقاطع الفيديو التي يبثونها في الوقت الفعلي، و مشاركة هذه المقاطع علنًا أو مع الأصدقاء المدعوين، أثناء البث، يمكن للمستخدمين الكتابة أو الرسم على الشاشة، أو تغيير درجة الصوت. 

و عند الإنتهاء من البث المباشر، يجمع Zapstream تلقائيًا أفضل اللحظات من البث المباشر في "Zap" أو مقطعًا مميزًا لمدة 15 ثانية من البث لمشاركتها مع الأصدقاء والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى ك  Facebook وTwitter.


كيف بدأت Zapstream وسبب نجاحها 

في مقابلة ل ديفان Devan Sood مع موقع  "Failory" في أكتوبر 2020 ، تحدث عن Zapstream ، قال أنه في فبراير 2015 كان يعمل كمستشار لشركة onLoop، وهي منصة مراسلة كانت تستهدف طلاب المدارس الثانوية والجامعات، وقد جمعت ما يزيد عن مليون دولار وكان لدي صاحب الشركة فريق كامل من 11 شخصًا بما في ذلك كبير مسؤولي التكنولوجيا بدوام كامل وثلاثة مهندسين آخرين. 

ولكن في غضون شهر فقط وبسبب مقاييس المشاركة الضعيفة لا توجد إمكانية للتوسع اقتصاديًا وجمع الأموال ، فاقترح ديفان على مدير الشركة التحول ووافقه على بناء منصة بث مباشر لأن الفيديو المباشر كان الأداة الأكثر شيوعًا المستخدمة في onLoop ، ومن ثم قدم ديفان فكرة واسم Zapstream وجميع الميزات التي ستتضمنها ، وفي مارس 2015 بدأوا في تنفيذ وبناء المنصة 

تم تحويل موارد onLoop إلى Zapstream وبدأ الفريق الفني العمل بسرعة. جمع الرئيس التنفيذي حوالي 250 ألف دولار أخرى ، وفي حوالي شهرين تم التشغيل.

وتطور في وقت قصير ليناسب متطلبات الفئة المستهدفة وهم الشباب من سن 13 الى 25 عاما ، وكانت الميزة الكبيرة وأهم أسباب نجاحه  هي "Zaps"، والتي تطورت بمرور الوقت. في البداية، بدأت Zaps كمقتطف أو فيديو قصير مدته 15 ثانية يختاره المذيع من البث المباشر ويظل أصليًا للمنصة. 

وقال ديفان " أنهم طوروا هذه الميزة لتكون صور GIF من إنشاء المشاهد والتي ظلت أصلية في معرض بعد انتهاء البث ، بعدما وجدوا أن العميل يشعر بالإرهاق من قضاء وقت إضافي في إنشاء مقتطف. 

وقال أيضاً أنه " كانت صور GIF التي ينشئها المشاهدون ضخمة، ورأينا على الفور أن عدد Zaps التي تم إنشاؤها ارتفع بشكل كبير." 

وعن اختيار الاستراتيجية التسويقية التي استخدمتها Zapstream للانتشار قال ديفان أنه كان يريد أن يحصل على الانتشار الفيروسي على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى ، واختبر الكثير من الاستراتيجيات وفي النهاية اعتمد على التسويق بالمؤثرين influencing marketing وأنه اختار حوالي 30 مؤثرًا أصغر حجمًا على Vine وInstagram وأنهم دفعوا أكثر من 60 ألف دولار لهم ، ولكن حققت له تقريباً 75 ألف عملية تنزيل للتطبيق 

وتحدثت المواقع الالكترونية عن انتشار هذه المنصة بشكل كبير في وقت قصير ، وظهرت في تقرير على قناة Fox Business. 


أسباب فشل Zapstream

بالرغم من التطور السريع ل Zapstream  إلا أنها كانت تواجه منافسين في منتهى الشراسة ك Meerkat ، و Facebook Live  ، و كانت Twitter أعادت إطلاق Periscope . 

قال ديفان " أدى الجمع بين انخفاض المشاركة وسوء إدارة الأموال وعدم قدرتنا على جمع الأموال إلى نهاية مؤلمة وسريعة للغاية لـ Zapstream." 

The combination of dwindling engagement, mismanagement of money, and our inability to fundraise further led to a painful and very prompt end to Zapstream

ولخص ديفان أسباب فشل Zapstream التي أدت إلى إغلاقها في أول 2016 :- 

  1. فريق العمل 

كان فريق العمل يبلغ متوسط أعمارهم حينها 38 عامًا ، ولم يكونوا على دراية وكافية بالمنصات الاجتماعية ، وأغلبهم تقريباً لم يكن لم يملك حساب حتى على فيسبوك ، 

لم يكونوا فريق مناسب لهذا العمل .  

  1. المنتج

قال ديفان أنه المنتج جيدًا، لكنه لم يكن رائعًا. 

كان عبارة عن منصة اجتماعية للشباب من جيل الألفية، صممها خبراء التكنولوجيا من جيل طفرة المواليد، لو كان المنتج مصممًا من قبل الأشخاص الذين قد يستخدمونه، لكان أكثر جاذبية. 

  1. جمع  وإدارة الأموال 

كانت هذه المشكلة الكبرى ، بسبب المشكلتين الأخريين، كان جمع الأموال صعبًا جداً. 

قال ديفان أنه لو تمكنوا من جمع الأموال لكانوا استطاعوا تعديل المنتج والفريق، 

ولم تكن ادارة الأموال التي جمعت في البداية إدارة جيدة ، حيث أنه تم إنفاق أكثر من مليون دولار دون أن يكسبوا دولارًا واحدًا من الإيرادات. وكان معظم الإنفاق على فريق الهندسة بدوام كامل، ودعم أعضاء الفريق الآخرين، والمكتب والمعدات، والكثير من خدمات الجهات الخارجية. 

يقول ديفان أن أكبر خطأ ارتكبه هو عدم التحدث بصراحة ومواجهة الحقيقة ، لأنه كان

يعلم بعدم ملائمة الفريق للمشروع وكان يعلم أن المنصة تحتاج المزيد من العمل لتصبح رائعة وتناسب السوق ولكنه لعدم خبرته الكافية بعملية جمع التبرعات والأموال لم يستطيع المواجهة ، وانتهت Zapstream ببطء وانتقلت إلى مقبرة الشركات . 


قصة فشل Zapstream تمثل درسًا قاسيًا لكنه غني بالتعلم. على الرغم من النجاحات الأولية والتطور السريع الذي حققته المنصة، إلا أن مجموعة من الأخطاء أدت في النهاية إلى إغلاقها. 

وهذه القصة تبرز أهمية التوازن بين الابتكار، الإدارة الجيدة، وفهم احتياجات السوق. مثلما يوجد في قصص النجاح، فإن الفشل أيضًا يقدم فرصة حقيقية للتعلم والنمو. فكل محاولة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، هي خطوة نحو الفهم الأفضل لكيفية تحسين الأعمال والتخطيط للمستقبل.


واذا كنت تريد تجنب الفشل أنت أيضاً ونجاح متجرك، عليك أن :- 

  1. تكوين الفريق المناسب: 

من الضروري أن يكون لديك فريق يتناسب مع مشروعك ويشاركك نفس الفهم والرؤية. خبرة الفريق ومهاراته في المجال الذي تعمل فيه تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحدد النجاح أو الفشل.

  1. التواصل الصريح مع الواقع: 

من المهم أن تكون صريحًا مع نفسك ومع فريقك حول التحديات التي تواجهها، وضرورة مواجهة المشاكل بشكل مباشر بدلاً من تجنبها. الجلوس مع الواقع هو الذي يساعدك في اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.

  1. إدارة الأموال بحذر: 

جمع الأموال هو خطوة أساسية، لكن كيفية إدارتها هو ما سيحدد بقاء الشركة أو اختفائها. من الضروري استثمار الأموال بحكمة وعدم إهدارها على أشياء قد لا تضيف قيمة حقيقية للنمو.

  1. استمع لعملائك: 

تطوير المنتجات يجب أن يتم بناءً على احتياجات ورغبات المستخدمين الفعليين. الاستماع إلى ملاحظاتهم والتفاعل معهم يمكن أن يكون الفرق بين النجاح والفشل.

  1. التسويق الفعّال: 

مهما كانت الفكرة أو المنتج رائعًا، فإن التسويق هو العنصر الحاسم. قد لا تكون بحاجة إلى ميزانية ضخمة، لكن اختيار الاستراتيجيات الصحيحة مثل التسويق بالمؤثرين أو التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير كبير.

  1. التكيف والتطور: 

لا تتوقف عن تعديل وتحديث منتجك بما يتناسب مع تغيرات السوق. التكيف مع متطلبات الجمهور يتطلب مرونة ورؤية بعيدتي المدى.


الفشل ليس النهاية، بل هو بداية رحلة تعلم جديدة. من خلال فهم الأسباب التي أدت إلى الفشل، يمكن تحويل هذه الأخطاء إلى فرصة أكبر للنجاح في المستقبل.

انضم إلى 15000 مسوق عربي

تركز المقالات على تطوير الأعمال والتجارة الالكترونية. من التسىويق والبيع الالكتروني إلى التمركز والانتشار

انضم إلى 15000 مسوق عربي

تركز المقالات على تطوير الأعمال والتجارة الالكترونية. من التسىويق والبيع الالكتروني إلى التمركز والانتشار

المزيد من المقالات