الخطأ الإعلاني الذي يخسرك زبائنك
الدعاية الكاذبة هي السبب الرئيسي لأزمة الثقة بين المعلن والزبون .. وهذا ما يلجئ اليه الكثير من الشركات في حملاتهم الإعلانية بحجة جذب الزبون أو ترغبيه ولكنهم في الحقيقة يخسرون زبائنهم ! بالاحصائيات الكاذبة والصور المفبركة الغير واضحة للمنتجات
كما فعلت شركة اولاي olay الشهيرة بصناعة مستحضرات التجميل وكريمات البشرة حيث اطلقت منتجاَ جديداَ يخص العناية بتجاعيد العين والهالات السوداء وأستخدمت الشركة في الإعلان عارضة متقدمة بالسن بعينين خاليتين تماماَ من التجاعيد برغم أن سن العارضة انذاك كان يقارب ال60 عاماً !
ويظهر بجانب الصورة عبارة ( اولاي هو سري لعيون اكثر اشراقاً )
وتابع الإعلان: “نظرًا لأن عيون الشباب لا تتخلف أبدًا عن الموضة … فهي تقلل من مظهر التجاعيد والدوائر السوداء للحصول على عيون أكثر إشراقًا وشبابًا
لم يصدق الجمهور الصورة في الإعلان لأنها مزيفة ومفبركة حيث لايوجد شخص في عمر الستين خالي تماماَ من التجاعيد وبعد تقديم اكثر من 700 شكوى على المنتج قامت هيئة تنظيم الإعلان البريطانية برئاسة النائب الليبرالي الديمقراطي جو سوينسون بحظر الإعلان مما ادى الى خسارات فادحة لشركة اولاي.
وقد صرحت منظمة مكافحة الإعلانات المزيفة على الإنترنت بأن الإعلان لم يكن مضللاً فحسب بل كان غير مسؤلاً اجتماعياَ لأنه قد يكون له تأثير سلبي على تصورات الناس لصورتهم الجسدية. ويمكن أن تعطي المستهلكين انطباعًا مضللًا عن التأثير الذي يمكن أن يحققه المنتج.
وردت الشركة المنتجة بأنها “ممارسة روتينية لاستخدام تقنيات ما بعد الإنتاج لتصحيح الإضاءة وأوجه قصور طفيفة أخرى في التصوير، ولا يقصد بها الخداع
كثيراَ ما يلجئ المعلنون لتزييف الصور خاصة اذا كان المنتج شيء يخص التجميل او الجسم او الشعر باستخدام صور غير حقيقة أو مُعدلة ببرامج تصحيح الصور لتوضيح الفرق بين الشخص قبل استخدام منتجهم وبعد استخدامه، مما يعطي المستهلك تصور غير صحيح عن فعالية المنتج.
وبالتالي الشركة خسرت مصادقيتها امام الجمهور المستهدف حتى فيما يخص باقي المنتجات وحققت تراجع ملحوظ في المبيعات. كان هدف الشركة جذب اكبر عدد ممكن من الزبائن بالخدع الاعلانية ولكن حصلت نتيجة عكسية وخسرت ثقة المستهلكين فيها.
في النهاية نجد أن الصدق في الحملات الاعلانية وتوضيح حقيقة فعالية المنتج هو امر في مصلحة المُعلن في المقام الاول وان الخدع الاعلانية تسبب على المدى البعيد زيادة في تردد العميل بأتخاذ قرار الشراء وهو مايهدد استمراية الكثير من الانشطة التجارية ويعرضها للفشل.